سورة غافر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


رافعُ الدرجات للعُصاةِ بالنجاة، وللمطيعين بالمثوبات، ولأصفياء والأولياء بالكرامات، ولذوي الحاجات بالكفايات، وللعارفين بتنقيبهم عن جميع أنواع الإرادات.
ويقال درجاتُ المطيعين بظواهرهم في الجنة، ودرجاتُ العارفين بقلوبهم في الدنيا؛ فيرفع درجاتهم عن النظر إلى الكَونيْن دون المساكنه إليهما. وأمَّا المحبون فيرفع درجاتِهم عن أن يطلبوا في الدنيا والعُقبى شيئاً غيرَ رضاءِ محبوبهم.
{ذُو الْعَرْشِ}: ذو المُلْكِ الرفيع. ويقال العرش الذي هو قِبْلَةُ الدعاء، خَلَقَه أرفعَ المخلوقاتِ وأعظمَها جُثة.
{يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ} روحٌ بها ضياءُ أبدانهم- وهو سلطانُ عقولهم، وروحٌ بهاء ضياء قلوبهم- وهو شفاءُ علومهم، وروحٌ بها ضياء أرواحهم- والذي هو للرُّوح رَوْحٌ- بقاؤهم بالله.
ويقال: روحٌ هو روح إلهام، وورح هو روح إعلام، وروح هو روح إكرام.
ويقال: روح النبوة، وروح الرسالة. وروح الولاية، وروح المعرفة.
ويقال: روح بها بقاءُ الخلق، وروح بها ضياء الحق.


قوله جلّ ذكر: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَئ}.
يعلم الحاصل الموجود، ويعلم المعدوم المفقود؛ والذي كان والذي يكون، والذي لا يكون مما عَلِمَ أنه لا يجوز أن يكون، والذي جاز أن يكون أن لو كان كيف كان يكون.
{لِّمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
لا يتقيد مُْلْكُه بيومٍ، ولا يختصُّ مُلْكُه بوقتٍ، ولكنَّ دَعَاوَى الخَلْقِ- اليومَ- لا أصلَ لها؛ إذ غداً تنقطع تلك الدعاوى وترتفع تلك الأوهام.


يجازيهم على أعمالهم بالجنان، وعلى أحوالهم بالرضوان، وعلى أنفاسهم بالقربة، وعلى محبتهم بالرؤية.
ويجازي المذنبين على توبتهم بالغفران، وعلى بكائهم بالضياء والشفاء.
{لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ}: أي أنه يستحيل تقديرُ الظلم منه، وكل ما يفعل فله أن يفعله.
{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} مع عباده؛ لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ، وسريعُ الحساب مع أوليائه في الحال؛ يطالبهم بالصغير والكبير، والنقير والقطمير.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8